رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. فهد العتيبي
د. فهد العتيبي

تأملات في تاريخنا الوطني.. الجيش السعودي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

من المؤسسات الوطنية الرائدة التي نفخر بوجودها مؤسسة الجيش السعودي، وهو ما يعرف اليوم بـ(القوات البرية الملكية السعودية)، يعود تاريخ الجيش السعودي إلى العام 1157هـ عندما قامت الدولة السعودية الأولى. ومنذ ذلك الوقت وهؤلاء الأبطال يقومون بحماية الدولة وحدودها والذود عنها ضد المعتدين.
لم يكن الجيش خلال الدولتين السعوديتين الأولى، والثانية، وقبل توحيد المملكة جيشاً نظامياً، بل كان الإمام يطلب القبائل ومن سكان القرى ما يراه من أعداد المحاربين المطلوب مشاركتهم في المعارك، ولم يكن لهم أجر ثابت، وإنما يتقاضون أجورهم بعد انتهاء المعارك وتوزيع الغنائم، ويبرز هنا رجال الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذين دخلوا معه الرياض واستعادوها في العام 1319هـ.
وقد قام الملك عبدالعزيز بإعادة تنظيم الحاميات العسكرية، ثم قرر تشكيل أول نواة وحدات جيش سعودي نظامي تتكون من ثلاثة أقسام وهي أفواج المشاة، والمدفعية، وقطاع الرشاشات. ثم صدر قرار الملك بتأسيس مديرية للأمور العسكرية لإدارة شؤون الجنود والإشراف على قوتها النظامية، وقد كان مقرها الرئيس في مكة المكرمة، وبعد توحيد المملكة أصدر الملك عبدالعزيز قراراً بتشكيل وكالة للدفاع بالإضافة إلى مديرية الأمور العسكرية، وقد اختير الشيخ عبدالله بن سليمان ليكون أول وكيل لوكالة الدفاع، وتقرر أن تكون في مدينة الطائف، وهي ذات المدينة التي شهدت إنشاء أول مدرسة عسكرية سنة 1934م، والتي أعيد تشكيلها بعدها بسنتين في العام 1939م، تم إلغاء مديرية الأمور العسكرية وتشكيل رئاسة أركان حرب الجيش بدلا منها مرتبطة بوكالة الدفاع، وقد شهدت هذه الفترة تشكيل أول فرقة مدرعة (الفرقة الأولى المدرعة للجيش) وقد ألحقت بالحرس الملكي بالرياض، وتم تشكيل الفرقة الأولى للخيالة (الفرسان).
ونظرا لتوسعة تنظيم الجيش السعودي، صدر أمر ملكي في العام 1943م بإنشاء وزارة الدفاع لتحل محل وكالة الدفاع. وتم تعيين الأمير منصور بن عبدالعزيز كأول وزير لها، وقد تولى الأمير مشعل بن عبدالعزيز وزارة الدفاع بعد وفاة الأمير منصور في العام 1951م. ثم تولاها الأمير فهد بن سعود بن عبدالعزيز بتاريخ 1956م، والأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز في العام 1960م. ثم تم تعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع في العام 1962م. ثم تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وزارة الدفاع في العام 2011م. وفي العام 2015م، تم اختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وزيراً للدفاع.
وخلال هذا التاريخ الطويل والحافل خاض الجيش السعودي الباسل الكثير من الحروب والمعارك التي أثبت فيها كفاءته. ولم تقتصر هذه الحروب على الدفاع عن أرض المملكة فحسب، بل كان هذا الجيش سباقاً وبتوجيهات ولاة الأمر في الدفاع عن العرب. فلم يتأخر الجيش السعودي عن الحروب العربية منذ العام 1948م حتى اليوم. ففي العام 1948م أرسل الملك عبدالعزيز أبطال الجيش السعودي للمشاركة مع الدول العربية في الدفاع عن فلسطين، وهو الأمر الذي تكرر في حرب أكتوبر 1973م عندما شارك الجيش في الذود عن أرض مصر، وفي العام 1990م كان الجيش السعودي أول الجيوش المدافعة عن أرض الكويت ضد العدوان الصدامي الغاشم، وها هو اليوم وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يشارك مع بقية قوات التحالف في الدفاع عن الشرعية في اليمن.
ومنذ دخول الرياض في العام 1319هـ بستين رجلاً إلى اليوم أصبحت المملكة قوة عسكرية ضاربة جعلت موقع (جلوبال فاير بور) المتخصص في تصنيف الجيوش عالميا يصف القوة العسكرية السعودية على النحو التالي: "في العام 2020م، تواصل المملكة تحولها إلى مستقبل مختلف. ويشمل هذا التحول الإنفاق السخي على قدراتها العسكرية، ويقع تصنيفها العسكري في فئة "الممتاز".
(نقلا عن الرياض)

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up